-A +A
الدكتور عبدالرحمن العبدالكريم*
اطلعت على المقابلة التي أجريت مع عدنان إبراهيم في صحيفتكم «عكاظ»، وأقول إن الرجل ما زال يسير في غيه بإسفافه بأطروحات الآخرين، وتصوير نفسه بأنه الأمثل والأكمل، وأنه الذي يعلم وغيره لا يعلم، في صورة متناهية التعالي.

فمن تعاليه قوله في بداية مقابلته: «لا أرد على ناعق أو ضحل التفكير وأحسنهم شتامون أفاكون»، فقد اتهم من يرد عليه بأنه ناعق أو ضحل التفكير، وهذا أمر خطير لا يرتقي لشخص يحمل رسالة يوصلها للناس بهذه العنجهية والأسلوب الفظ الغليظ، والله تعالى يقول: «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك». كما أنه تحدث أيضا بأمر خطير، إذ قال: «الدول الإسلامية دول فاشلة لا يكاد المرء يشعر فيها بآدميته»، وهذا كلام خطير يجب أن يحاكم عليه، وقال أيضا: «خلف هذه الأوضاع مزيج من التحالف الديني والسياسي الذي خلف وراءه إلحادا في صفوف الشباب وتزايدا في الآونة الأخيرة»، وهو أمر خطير وينبغي أن يوقف هذا الشخص عند حده، ليعلم أن ما يقوله لا يجوز؛ لأنه يثير الفتن في بلاد المسلمين، وأن أعظم ما تثار به الفتن الطعن في النظام السياسي أو الديني للدولة، فإذا لم يقتنع الناس بقادتهم أو علمائهم فهذا مثار فتنة وفساد، فهو الآن يحاول بهذه الطريقة أن يضرب القادة وأهل الدين وهذا مقصده، كما أنه أرجع تردي الأمور في الدول الإسلامية وفشلها إلى التحالف الديني السياسي بحسب وصفه.


ومن الأمور الخطيرة قول عدنان إبراهيم بضرورة إزاحة الدين عن السياسة، إذ قال: «ارتباط السياسة بالدين خطر عظيم أضر بالأمم، فلا بد من فصلهما ليتم النجاح وإلا فسدا جميعا»، فهلا عرف هذا الرجل الذي يدعي العلم عن عهد النبوة الذي هو خير العصور، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم القائد الديني والسياسي، والواجب ألا يقول مثل هذا القول احتراما لذات النبي وقيادته الصحيحة والخلفاء الراشدين من بعده للدولة الإسلامية العظيمة.

كما أن من أخطائه الفظيعة تمجيد الغرب بشكل مقزز، ووصف الثقافات الغربية بأنها متقدمة ومتحضرة، في مقابل ازدرائه لأهل الإسلام، وأنهم متخلفون يدسون رؤوسهم في التراب، إضافة إلى ألفاظ أخرى تنم عن حقد ودس للكلام السيئ في مقابلاته التي ينظر إليها على أنها مخرج لمشكلات العالم الإسلامي، وهو في كلامه يجانب الصواب، ولم يكن منصفا مع المسلمين.

وهناك أمر خطير وهو أن هذا الإنسان وسم أهل السنة بأنهم غارقون في أخطاء كثيرة، وقال: «كل من السنة والشيعة لديهم أخطاء وبالتالي لن يلتقوا عند نقطة واحدة، فلو تنازل كل منهم لحلت المشكلة، وكل من الطرفين يرى نفسه على صواب وغيره على خطأ»، وهذا طعن في الدين وكلام خطير، ثم إنه لما سئل عن تراجعه عن شتم بعض الصحابة قال: «لم أندم، ولكني ندمت لإثارة الملف لأمة لا تعي ولا تفهم»، وهذا يدل على أنه إنسان غارق في تعالي نفسه، وكأنه يعيش في برج عاجي وأنه الأعلم.

*عضو الجمعية الفقهية السعودية

aboabdallah442@gmail.com